شكّك النائب أسامة سعد في برنامج “الحدث” على “الجديد” في نية بعض القوى السياسية اللبنانية الرافضة لصفقة القرن، متسائلاً كيف يمكن لحزب سياسي أن يجمع بين رفضه لمقاومة الاحتلال ورفضه لصفقة القرن.
وكانت القوى السياسية اللبناني قد أجمعت على رفض صفقة القرن، إذ رفضها حتى أخصام المقاومة، من رئيس الحكومة سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط الذي رأى فيها “ازدراءاً” إلى زعيم “القوات” سمير جعجع، الذي اعتبر أن الصفقة وُلدت ميتة.
ولكن الموقف الذي خرج فيه أمين عام “التنظيم الشعبي الناصري” أسامة سعد في برنامج “الحدث” يستند إلى منطق مغاير.
ورأى سعد بأنّ القوى المتمسّكة بالنظام الطائفي والتي تساهم باهتراء وضع لبنان الاقتصادي والسياسي الداخلي تضعف موقف لبنان الخارجي تجاه الصفقة المشؤومة.
شاهد: جميل السيد مع جورج صليبي يلخّص تدهور الدولة منذ 2005 بأقل من دقيقتين
وقال سعد: “السياسات الخارجية للبنان ولأي بلد هي تعبير عن الواقع السياسي الداخلي.
“فإذا كان الواقع السياسي الداخلي سيئاً لهذه الدرجة ومنقسم، والوضع الاقتصادي سيئاً إلى هذه الدرجة وسياسات الحكومة تجاه المطالب الشعبية وحقوق الناس [سيئة] بهذا القدر، فإذاً لا معنى لكل هذه السياسات الخارجية. لأن البلد يكون في حالة ضعف وفي حالة وهن وغير قادر [على المواجهة]”.
ويواجه لبنان عدداً من الملفات، التي تحظى باهتمام داخلي وإقليمي ودولي، وتحتّم عليه تقوية موقفه الخارجي وتحصينه.
وقال: “لبنان لديه عدة ملفات لها بعد إقليمي ودولي ولبناني. ما هي هذه الملفات؟ ملف المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي وتهديداته وأطماعه.
“هذا في دائرة الإستهداف وفي دائرة الإهتمام الدولي والإقليمي واللبناني، أليس كذلك؟ وملف اللاجئين الفلسطينيين المرتبط أيضاً بصفقة القرن وهو ملف حسّاس ودقيق وموجود في لبنان.
“الملف الثالث هو ملف العلاقات اللبنانية-السورية وتبعاً ملف النازحين السوريين وهو أيضاً ملف دولي وإقليمي ومحلي.
“وغداً سيأتينا [ملف] النفط والغاز، وهذا أيضاً ملف له أبعاد دولية وإقليمية ومحلية”.
هنا، تدخّل رامز القاضي، ليسأل سعد: “ما تقوله إذاً أنك لا تستطيع أن تكون ضد المقاومة وضد صفقة القرن [في الوقت ذاته]؟”
فأجاب سعد فوراً: “هذا صحيح”.
الطائفية السياسية لمصلحة دولة الاحتلال
وفي ظل “تهويد” دولة الاحتلال، يرى سعد أنّ حكم لبنان بمنطق طائفي يساهم في تفتيت المنطقة العربية إلى كيانات مذهبية.
وداعاً: باسل العريضي يترك تلفزيون “الجديد” وينضم إلى هذه المحطة
وأكمل سعد: “ولا أحد [يمكنه أن] يقول أنا متمسّك بالدولة الطائفية وضد صفقة القرن، لأن صفقة القرن تكرّس يهودية دولة إسرائيل.
“صفقة القرن تريد أن تفتّت الوضع العربي إلى طوائف ومذاهب وكيانات من هذا النوع.
“صفقة القرن تريد أن توطّن الفلسطينيين في لبنان وأن تشتّت الفلسطينيين أو تهجر الفلسطينيين في كل بقاع العالم. لذا، فالموضوع متكامل.
“ولا أحد [يمكنه أن] يقول أنا ضد صفقة القرن ومع تصفية المقاومة. أو أنا ضد صفقة القرن ومع تهجير الفلسطينيين إلى بقاع الأرض كي ينسوا قضيتهم.
“أو أنا ضد صفقة القرن وأريد أن أبقى في حالة عداء مع سوريا وإلى آخره.
“هذا الكلام فيه تضليل للرأي العام. لا يضحك علينا أحد”