عندما يتحدث إيلي محفوض، يصمت الجميع وينصتون إليه. ومن ثم ينفجرون من الضحك 😂.
في إطلالته الأخيرة في “كلام بيروت” على قناة “المستقبل”، رفض محفوض كلمة “التعايش” المسلم-المسيحي لأنه “لا يستسيغها”.
فكلمة “التعايش” توحي له بأنّ المسلمين والمسيحيين يتعايشون رغم وجود توترات طائفية فيما بينهم (أي توترات؟) أو حروب أهلية (ما عنا هالكلام).
وقال: “عندما تستخدم عبارة التعايش، كأنك تتحدث عن نقيضين وتقول لهم دَبّروا حالكم”، مضيفاً “أنا أرغب في تسويق عبارة جديدة في السوق السياسة اللبنانية وهي التكاملية الإسلامية-المسيحية”.
إذاً، كلمة “تعايش” لا تقوم بالواجب، بالنسبة لرئيس حزب “حركة التغيير” الباحث عن… حركة وتغيير؟🤔
محفوض، القارئ النهم والباحث عن “العبور إلى الدولة” مع نوفل ضو وفارس سعيد وغيرهما (إن وُجد غيرهما)، جلس بمفرده، وفتح قاموس المرادفات والأضداد.
وهنا، كانت خطوة محفوض الأولى في رحلة الألف ميل (وميل) للبحث عن بديل لكلمة “التعايش”، مؤكداً أنه “يرغب في تسويق عبارة جديدة في سوق السياسة اللبنانية”.
تأمّلوا، للحظة، في الكلمة البديلة التي طرحها خبير التسويق: التكاملية.
ال… تَ… كا… مُل… ية.
تعني التكاملية – وهي، على ما يبدو، منتج صُنع في لبناني – أنّ المسلم والمسيحي “يتكاملان”، مثل الحبيبين السعيدين مع إنتهاء أي من روايات الأطفال التي يحبها محفوض (قلنا لكم: هو قارئ نهم).
تتحقق التكاملية، حتماً، عندما يطير لبنان بجناحيه، المسيحي والمسلم (أو المسلم والمسيحي)، ليصنعا لبنان الرسالة: يؤلفان قصيدة جبرانية، فلحناً رحبانياً، ليحملهما صوتاً فيروزياً، على حصان فخر الدين الذي ينقلهما آمنيْن إلى سفينة فينيقية مصنوعة من خشب الأرز، لتبحر من ميناء جبيل إلى العالم، وتُعرّف عن منارة الشرق. (الله يسامحنا على هذه الجملة).
نعم، هذا “لبنان التكامل”… وهو، على ما يبدو، مُختلف عن “لبنان التعايش”. كيف؟ لا ندري. 🤷
شاهد: عنصرية إيلي محفوض تجاه السوريين والفلسطينيين
إلى إيلي محفوض: هذا إقتراحنا
إقتراحنا للمفكّر، الأستاذ محفوض هو أن يضع صدفة الموريكس جانباً – ولو لدقيقتين – ويقرأ طرحنا البديل.
ماذا لو تخلّينا عن “التعايش” المسلم-المسيحي، وبِنت عم “التعايش”، “مدام تكاملية”، وطردنا عائلة “التعايش” بجميع أفرادها ومفرداتها من قاموسنا (بالضبط كما يحلم “الفريق السيادي” بطرد كل “غريب” من بلاد فخر الدين)؟
وبدلاً عن إستخدام قاموس “الأخوّة”، توقفنا عن النظر إلى المواطنين اللبنانيين على أنهم مجموعتين متقبالتين، يحاولان أن “يتعايشا”، أو “يتكاملا”؟
تخيّل…
بإمكاننا التفكير بأن نأخذ اللبنانيين “قشّة لفة” (على رأي التجّار في “السوق اللبناني”)، كمجموعة واحدة من الناس، إبتلوا بلوة العيش في بلد “يلبس مما لا ينسج”وفي منطقة متفجّرة إلى جانب كيان صهيوني.
هذه المجموعة من الناس لديهم مصالح وطنية (واحدة، لا مصلحتين تتكاملا – ركّز الله يخليك): مثل إنقاذ إقتصادهم، حماية بلادهم من أي إعتداء خارجي، وإنتاج أي شيء يمكننا أن نصدّره إلى العالم (وكلا، لن نصدّر “التكاملية”).
لكن، محفوض “الشقي” مُنشغل الآن باللعب على الكلام – وهذه، على ما يبدو، إحدى مواهبه 👇