تنوّعت الأساليب التي إستخدمتها المحطات اللبنانية لتصيغ نصوص نشرات الأخبار عن بشارة الأسمر وكلامه المُهين بحق البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير.
وعكست أساليب القنوات في تناول الموضوع والوقت الذي أعطته للخبر في مقدماتها الإخبارية الإختلاف الحادّ في توجّهات القنوات و”الهويّة” (السياسية والطائفية) كل منها.
فمثلا، أتت نبرة مقدمات نشرات أخبار LBCI و mtv و OTV حادة، وفردت القنوات “المسيحية” (عفواً على هذا التصنيف، ولكن هذا واقعنا الأليم) وقتاً طويلاً في مقدماتها للرد على تطاول الأسمر على البطريرك الراحل.
في التالي، يرصد Lebanese Media Review أبرز مقدمات نشرات الأخبار عن بشارة الأسمر عقب إهانته للبطريرك صفير.
1. أدانت قناة LBCI في مقدمتها التعرض إلى البطريرك الراحل، الذي “أجمع عليه اللبنانيون”، معتبرة أنه كلام “لا يمكن تبريره” ورأت أن الإستعجال في الملاحقة القضائية جاء نتيجة “إستحالة إعطائه أسبابا تخفيفية”
في التالي، نَص مقدمة نشرة أخبار LBCI من تقديم ماريو عبود 👇
“عشر كلمات أو أكثر بقليل تفوّه بها رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر بأسلوب إستهزاء وسخرية في حق البطريرك الراحل الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير كانت كفية لإشعال قضية رأي عام لم يكن بالإمكان إطفاؤها لأنها مسّت، بأسلوب مقزز، شخصية وطنية روحية أجمع اللبنانيون – ونادراً ما يجمعون على شيء – أجمعوا على كونها لعبت دوراً وطنياً وساهمت مساهمة فعّالة في أكثر من إنجاز على مستوى الوطن.
“البطريرك صفير كُسرت الأعراف من أجله ورفعه اللبنانيون إلى مستوى الأيقونة، على ما وصفه البطريرك الراعي، وجاء وداعه تاريخياً ليعطي الرجل حقه وليدخل التاريخ من الباب العريض.
“في هذه اللحظة وعند هذا الشعور، جاء كلام بشارة الأسمر، الرجل الذي من المُفترض أن يكون ممثلاً لشريحة واسعة من اللبنانيين، هي شريحة العمّال. فكيف يمثلهم وبأي منطق يتحدث بإسمهم وهو الذي يتحدث بأقذع العبارات وأكثرها سوقية؟
“بكل المقاييس، لا يمكن تبرير ما قاله بشارة الأسمر – لا بالمقياس الأخلاقي ولا بالمقياس القانوني. فهل هكذا يتفوّه من يُفترض فيه أن يكون قدوة العمّال؟
“ولأنه وصل إلى هذا الدرك، فكان من السهولة إدانة ما قاله، ومن الصعوبة، إلى درجة الإستحالة، إعطاء أسباباً تخفيفية، فكان الإستعجال في الخطوات القضائية التي أدت إلى توقيفه، وكان تلاحق المواقف التي دانت ما قاله، أبرزها الموقف الذي صدر هذا المساء عن الصرح البطريركي الذي رأى أن كلام الأسمر تفقده بالحكم الأهلية للإطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام”.
2. مقدمة نشرة OTV إتسمت بالحدية أيضاً، واصفةً ما صدر عن الأسمر بـ “الخطيئة” التي “لا ينفع معها الإعتذار”، ووضعته في “مواجهة مفتوحة مع الكنيسة والقوى السياسية وجميع اللبنانيين”، مذكرة بتلميحات وزير الإقتصاد السابق رائد الخوري عن عدم مداومة الأسمر في عمله.
في التالي، نَص مقدمة نشرة أخبار OTV من تقديم ريتا نصور أنجليني 👇
“بشارة الأسمر. إسم واحد صار بين ليلة وضحاها يختصر كل مصائب البلد. هكذا وبأقل من 30 ثانية وضع رئيس الإتحاد العمالي العام نفسه في مواجهة مفتوحة مع الكنيسة والقوى السياسية وجميع اللبنانيين، وصولاً إلى آخر ناشط على فيسبوك أو مغرّد على تويتر حيث إحتدم السباق على إصدار بيانات الإستنكار والإدلاء بتصريحات الإدانة ليبلغ الأمر بالبعض حد نظم أشعار الهجاء بحق من إستسهل الإستهزاء برأس الكنيسة المارونية الراحل وبمفهوم القداسة بكلمات يُندّى لها الجبين ولا ينفع معها إعتذار.
“الثابت حتى الآن أمر واحد: التحرّك السريع للقضاء بمواكبة وزير العدل ألبير سرحان الذي تابع الموضوع منذ البداية. أما الإنطباع العام غير المثبت حتى اللحظة: فما يتداوله البعض عن أن مساعي إستيعاب الصدمة قد بدأت ومحاولات اللففلفة قد إنطلقت جارياً على العادات السيئة السابقة، التي يُسجَّل للعهد الحالي أنه وحده من أقدم على مواجهتها وتجرّأ على خرقها في أكثر من ملف. وفي إنتظار ما ستؤول إليه هذه القضية، كثيرون عادت بهم الذاكرة إلى موقف الأسمر وممارساته في ملف المولدات وغيره.
“ولكن الجميع ومن دون أي إستثناء تذكروا سؤالاً واحداً طرحه ذات يوم وزير الإقتصاد والتجارة السابق رائد خوري على رئيس الإتحاد العام وبأكثر من صيغة: “عم تنزل عالشغل يا بشارة؟ عم تشتغل يا بشارة؟ ليه ما عم بتوجه عالأهراء يا بشارة؟
“وبما أنّ الأجوبة المطلوبة كثيرة، وقد تأخر صاحب العلاقة في تقديمها، فلا ضير ربما في إضافة سؤال أخير إليها باسم جميع الناس – عسى الجواب يأتي هذه المرة في غمرة التطورات المتسارعة: ليش بعد ما إستقلت يا بشارة؟ ألم تقرأ حتى البيان الإعلامي في الصرح البطريركي الذي صدر هذا المساء؟
“فالبيان أكد وبكل وضوح ردات الفعل الرسمية والشعبية، ومن بينها الصادرة عن المؤسسات البطريركية والرابطة المارونية، التي قابلت هذا التصرف اللا مسؤول بالبيانات المطالبة بالإستقالة والمقاضاة ونوه بتحرك النيابة العامة الفوري.
“وفي كل حال، خلص بيان بكركي بالقول إن الكلام الذي صدر يفقد صاحبه حكما الأهلية للإطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام ويلزمه بالإعتذار من روح مثلث الرحمة البطريرك صفير ومن جميع اللبنانيين الذين أساء إليهم بكلامه.
“ولو أن أبواب المغفرة تبقى مفتوحة دائما أمام كل تائب، فإن أبواب الصرح البطريركي ستبقى مقفلة أمامه إلى حين تكفيره وتعويضه عن خطيئته بما يفحظ قدسية وفاة البطريرك الكبير وكرامة اللبنانيين”.
3. مقدمة نشرة NBN وضعت الخبر في المرتبة الثانية بعد آخر مستجدات البحث في الموازنة وقبل الإشارة إلى زيارة جديدة لنائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد إلى لبنان.
وفي التالي، نَص مقدمة نشرة NBN عن هذا الموضوع، من تقديم لارا حيدورة حجيج 👇
“بعيداً من الموازنة، ينشغل اللبنانيون بتداعيات زلّة اللسان التي تضمّنت إساءة للبطريرك الراحل نصر الله صفير والتي حركت القضاء فتم توقيف رئيس العمالي العام بشارة الأسمر.
وبموازاة المسار القضائي، أعلن عدد من الإتحادات والأعضاء تعليق عضويتهم في الإتحاد العمالي إحتجاجاً على ما صدر عن رئيسه”.
4. مقدمة نشرة قناة “المنار” لم تشر إلى الموضوع، ولكن النشرة تضمنت خبرا عن الملاحقة القضائية للأسمر، وقرار الرابطة المارونية شطب عضويته، وتعليق وزير الخارجية جبران باسيل على الموضوع.
في التالي، نَص الخبر من نشرة قناة “المنار”، تقديم غادة عساف النمر 👇
“أصدر النائب العام الإستئنافي بالإنابة القاضي عماد قبلان مذكرة توقيف بحق رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر بعد كلامه عن البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير.
وإستمعت المباحث الجنائية إلى إفادات أعضاء الإتحاد العمالي العام الذين كانوا جالسين إلى جانب الأسمر عند كلامه عن صفير. وقررت الرابطة المارونية شطب الأسمر من عضويتها وأعلنت التقدم بشكوى جزئية بحقه.
“إلى ذلك غرد وزير الخارجية جبران باسيل متمنيا أن يكون ما حصل عبرة لكل من يتخطى حدود الأخلاق وكرامة الإنسان وحرمة المقامات”.
5. مقدمة نشرة “تلفزيون لبنان” بدأت بخبر مقتضب عن توقيف الأسمر.
هذا نَص مقدمة نشرة “تلفزيون لبنان“، تقديم ريمان ضو ووسيم عرابي: “الحدث المحلي يتفاعل والقضاء أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر لتطاوله على فقيد لبنان الكبير البطريرك مار نصر الله بطرس صفير”.
6. مقدمة تلفزيون “الجديد” أدانت كلام بشارة، ولكنها إعتبرت إنه إذا كانت هناك من محاكمات يستحقّها، فهي محاكمة على تطويعه الإتحاد العمّالي العام خدمة للسياسيين
في التالي، نص مقدمة نشرة الأخبار على تلفزيون “الجديد”، تقديم داليا أحمد 👇
“على بُعدِ يومَينِ مِن وَداعٍ تاريخيّ ورحيلٍ متألّقٍ بحبِّ الرعيةِ حقّقَ البطريرك ما نصرالله بطرس صفير أولى المعجزات : فعُلِّقَ إضرابُ العدليات..فُتحتِ النياباتُ في عُطلتِها.. وسُجنَ بشارة الاسمر عقِبَ رَجْم ٍ طاولَ اعتداءَه على المَقامات. يومُ ” السبت الاسمر ” بدأَ منذ ليلِ الجُمُعةِ عندما تحرّكتِ الدولةُ والأحزابُ المعنيةُ والكنيسة وجرى إيقاظُ القُضاةِ مِن اعتكافٍ على الموازنة ومَن لم يَتسنَّ له استصدارُ بيانِ الإدانةِ ليلاً استلحقَ نفسَه في وَضَحِ النهار.
“لا جُملةَ في كلامِ رئيسِ الاتحادِ العُماليِّ العامّ يُمكنُ أن يُتَّحدَ عليها ومواقفُه جاءت مخزيةً مُحرجةً مُدانةً إلى كلِّ صنوفِ وصفِ الأفعالِ الفاضحة لكنَّ الدولةَ بحاضرِها وماضِيها هدَمتِ الهيكلَ على رأسِ الصرح وسيدِه ذاتَ حربٍ وضِمنًا أولئك الذين تقدّموا صفوفَ مراسمِ الجَنّاز. وبشهادةٍ مِن البطريركِ الراعي في يومِ الرحيل فإنّ الكاردينال صفير لاقى إساءةً معنويةً وجسديةً وانطبَقَت عليه الايةُ الانجلية “سينظُرونَ الى الذين طَعنوه.
“هو تذكيرٌ بالماضي سجّله سيدُ الكنيسة على الحضورِ ولو اتّبعَ الصوتَ والصورةَ لأعادَ إلى أذهانِ الناسِ شريطاً مصوّراً تبدو فيه ” الرّعية ” تَفتِكُ بالبطريركية. لا عزاءَ للأسمر وأقوالُه ستدخلُ التاريخَ مِن أسوأِ سُمعتِه غيرَ أنّ الطوباويينَ مِن أهلِ السياسةِ اليومَ قد دَخلوا في مباراةِ تسجيلِ الموقِفِ والمزايدات وشعروا بالنصرِ لأنّهم ” قبَضوا على فاعل تسبّبَ بأذيةٍ مِن نوعِ الخطيئة. ولو عادَ صفير حيًا..لَما ترَك أبوابَ المزايداتِ مفتوحةً على مُصارَعةٍ سياسية ولَاتّبعَ خُطى المسيح وهو الذي مشاها يومًا على طريقِ مصالحةِ الجبل وغُفرانِ آثامِ حربٍ قَتلَت ما قَتَلت.
“فعُنوانُه بعدَ الوفاة مثلّث رحمة وهو المتدّرجُ في أيادي القديس البابا يوحنا بولس الثاني الذي زار من حاولَ اغتيالَه في السِّجن وعفا في لحظةِ إيمان. لكنّ السياسيينَ وجدوا ضالّتَهم اليوم في شريطِ فيديو مسىيئٍ يخدِمُ المعركةَ فيمَن يدافعُ أكثر.. ومَن يَحُقُّ له أن يُمثّلَ المسيحيين أكثرَ في قارة ِلبنان العظيمة. ومرةً جديدة، ليس لبشارة الاسمر أيُّ عُذر.
“وإذا كانت هناك مِن محاكماتٍ يَستحقُها فستكونُ على تطويعِه الاتحادَ العماليَّ العامّ خدمةً للسياسيين، وعلى عدمِ تحويلِ هذا المَحفَلِ العماليِّ الكبيرِ الى أداةِ ضغطٍ على السلطةِ لتحقيقِ مطالبَ الناس. أما كلامُه عن الكارينالِ الراحل فتصنيفُه في القضاء .. وليس لأهلِ السياسة ِممّن يَرتكبُ بعضُهم رذائلَ يوميةً أن يحاضرَ اليومَ في العِفة”.
7. قناة mtv بادلت البذاءة بالبذاءة، وأدخلت في مقدمة نشرتها العديد من الإيحاءات الجنسية السوقية
وكادت نشرة mtv أن تكون أسوأ من كلام الأسمر لما تضمنته من كلام بذيء