شرح الباحث د. حسام مطر جوهر الأزمة التي أدت إلى حادثة قبرشمون والتي استشهد خلالها مرافقين لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب.
وكانت حادثة إطلاق النار على موكب الوزير الغريب قد حصلت خلال عودته إلى الجبل بعد لقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل الأحد 30 حزيران/يونيو.
ووجّه الحزب التقدمي الإشتراكي اللوم إلى خطابات باسيل “الطائفية”، واصفاً إياها بالإستفزازية، ومعتبراً أنها سبب توتر الوضع السياسي في البلد.
ولكن مطر اعتبر أنّ أزمة الجبل لا علاقة لها بخطاب باسيل، وإنما هي تأتي بالتوازي مع تحولات عميقة واختلال مستجد في موازين القوى على حساب زعماء فترة ما بعد الطائف.
احذر: خمس رسائل للترويج لـ “صفقة القرن” في الإعلام
وقال مطر: “المشكلة الأساسية أنّ هناك تحوّل بالتوازنات بكل بساطة وحتى لا تضيع الأمور. وهناك مَن يشعر أنه في حالة انكفاء ويخسر مكاسب حققها بعد الحرب الأهلية ويشعر أنّ هذه المكاسب هي اليوم مهدّدة وآخرون يشعرون أنه اليوم من حقهم العودة إلى ما كانوا عليه قبل [إتفاق] الطائف. هذا الاختلال هو الذي يولد المشكلة”.
وفي مقابلة له على “الجديد” ضمن برنامج “الحدث” مع نانسي السبع، رأى مطر أنّ التَغييرات في موازين القوى في وقت تعاني الدولة اقتصادياً ومالياً يزيد من احتمالات التصعيد السياسي والأمني من الأطراف المتضررة من إعادة نظر في توزيع المصالح والحصص بين الطبقة السياسية.
وقال: “لو كان هذا التحوّل يحصل في وضع داخلي سليم، بمعنى أن الدولة ليست مأزومة ولسنا نعاني من ملامح انهيار اقتصادي ومالي، كان يمكن أن ندير هذا التحول.
“حالة الإفلاس تزيد مخاطر التصعيد لأن القوى السياسية قد تتهرب من مسؤوليتها عن تردي الحالة الاقتصادية والاجتماعية والمالية من خلال إعادة نبش خلافاتها التاريخية.
“برأيي أنّ التحولات التي تضعف موقع الوزير جنبلاط هي تحولات عميقة وهذا النوع من الاستجابة للتحولات لن يؤدي إلى نتيجة.”
لذلك، فمشكلة النائب السابق وليد جنبلاط مع باسيل تشير، في الواقع، إلى خوف الزعيم الدرزي من تقلص دوره السياسي، حسبما قال مطر.
أربعة أسباب ضمور نفوذ وليد جنبلاط
وطرح مطر أربعة أسباب تقف خلف تقلص دور جنبلاط في المعادلة السياسية اللبنانية، ربطها بأزمة زعماء فترة ما بعد الطائف، وعودة المسيحيين إلى الدولة، ورهانات جنبلاط الإقليمية الخاسرة، ومحاولاته غير الناجحة إلى الآن لتوريث ابنه الزعامة.
1. “ضمور نفوذ وليد جنبلاط مرتبط بأسباب عميقة جداً لها علاقة أولاً بأزمة يعاني منها كل أقطاب النظام السياسي وليس وحده فيه.
جميعهم فشلوا في إدارة الدولة ما بعد الطائف. تسلموا هذا البلد وأوصلوا الدولة إلى الانهيار. هذه أول أزمة وهو يعاني منها كما الباقين”.

إشتباك: النص الكامل لسجالات راغدة درغام وحسام مطر في “رؤية 2030”
2. “أزمته الثانية مرتبطة بتحول رئيسي هو أنّ جزء كبير من صعود وزن الوزير وليد جنبلاط بعد الطائف كان له علاقة بضمور الحصة المسيحية والحضور المسيحي الذي عاد بعد الـ 2005.
وبطبيعة الحال، الوزير جنبلاط هو أكثر من سيدفع ثمن هذا التحوّل لأن الطرفين الآخرين، السني والشيعي، أقوياء بما فيه الكفاية لتقديم تنازلات محدودة بينما طبيعة الحال أن يكون التنازل أكبر عند الوزير جنبلاط.”
3. “ثالثاً، إنّ الوزير جنبلاط قام بخيارات إقليمية انتحارية في السنوات الأخيرة من 2008 حتى اليوم.
وخسر رهانه في أكثر من موقع من دون أن يستطيع أن يقوم بمراجعة حقيقية وقام برهانات خاطئة جداً وخاسرة جداً ويجب على ناسه وحزبه أن يسائلوه عن خياراته.”

4. “والثمن الرابع يتعلّق بالتحول داخل بيته، فهو في مرحلة يحاول أن يقوم بانتقال [للسلطة] داخل البيت، وهذا لم ينجح حتى الآن” ![]()
