أحد الناجين من حادثة ملهى “رينا” يروي اللحظات المرعبة: “شربت من دمي”


تحدث أحد الناجين اللبنانيين من حادثة ملهى “رينا” في إسطنبول في برنامج “متلي متلك” مع وسام بريدي عن تجربته خلال حادثة إطلاق النار الإرهابية في حفلة “رأس السنة” التي وقعت منذ سنتين ونصف السنة.

ونجا ناصر بشارة من الموت خلال حادثة إرهابية تبناها تنظيم “داعش” الإرهابي، تخللتها إطلاق نار من بندقية آلية ورمي قنابل صوت، وأودت بحياة 39 شخصاً.

وقال بشارة، الذي خرق جسده بثلاثة رصاصات وتعرض لكسر في رجله، إنه وأصدقائه لم يأخذوا تحذير إحدى الفتيات عن وجود شخص يطلق النار في الخارج على محمل الجد، قبل أن يدخل الإرهابي ويطلق النار عشوائياً داخل الملهى.

وحسب وصف بشارة، فإنّ الإرهابي دخل إلى الملهى وأطفأ الأضواء، ولم يبقِ سوى ضوءاً أحمراً خافتاً، فيما بقيت الموسيقى مشغلة ولكن بصوت منخفض.

وقال بشارة: “بدأ القاتل من الخارج حيث قتل السائق الذي وصلنا إلى المكان وكان ينتظرنا في الخارج، وبعدما انتهى من قتل جميع الموجودين، دخل إلى الملهى”.

 موقف مشرّف: ملحم زين يتحدث عن العنصرية ضد النازحين السوريين

احتمى بشارة وأصدقائه تحت الطاولة لحوالي 40 دقيقة، حيث كان يطلق الإرهابي النار لخمس دقائق، ويتوقف عن ذلك لعشر دقائق، قبل أن يعود لإطلاق النار من جديد، حسب وصف بشارة.

“كان الوقت طويلاً، وكنت قد وضعت نصف جسدي تحت الكنبة، وكنت أسمع الرصاص، وهو يدخل في جسمي ولم أستطع بالطبع أن أقول أي شيء”.

متلي متلك ملهى رينا - Lebanese Media Review

“شربت من دمي”

وفي تلك اللحظات المرعبة، اضطر بشارة أن “يشرب من دمه” حرفياً قبل أن يفقد وعيه بشكل كامل.

وأكمل: “وكنت أسمع أنين الناس وصوت الرصاص وهو يخرق أجسادهم بقربي، وأناس وهُم يلفظون أنفسهم الأخيرة”.

“خسرت الكثير من دمي وكنت أحاول أن أشرب من دمي عن الأرض وكان مستوى الدماء في الأرض قد ارتفع كثيراً”.

“وكان يقفز من طاولة إلى أخرى بسرعة غير عادية، يقفز في الهواء ويطلق الرصاص تحته كي لا يخرج أحداً من مخبئه”.

 قصة مؤثرة: فاليري أبو شقرا تروي قصة دخول أختها في غيبوبة لثلاثة أشهر

وحسب بشارة، شارك عدد من الأشخاص في تسهيل عمل الإرهابي داخل المحل.

وقال: “كان هناك شخصا ثانياً لمحته وأعتقد أنه كان هناك أشخاص آخرين يتعاونون معهما. بالتأكيد كان هناك فريق يتعاون معه كي يتمكن المسلح من الدخول ومن ثم إطفاء الأنوار والإبقاء على ضوء خفيف كي يستطيع أن يرى”.

متلي متلك ملهى رينا - Lebanese Media Review

“سلّمتُ بالأمر الواقع”

ويعترف بشارة أنه “سلّم بالأمر الواقع”، وتمنى الموت عندما بدأ شعوره بالوجع يزداد، خاصة بعدما أقدم المسلح على كسر رجله، ولكنه قاوم ذلك الشعور متخوفاً على أولاده.

وقال: “تخيلت نفسي في طائرة وهي تقع ولن أنجو وعليّ أن أسلم بالأمر الواقع.

“ولكن عندما تضايقت كثيراً من شدة التعب وشعرت أنني لا أستطيع أن أكمل، بدأت أن أشعر بالوجع. شعرت أن حياتي انتهت في تلك اللحظة. لم يعد لدي أي قوة ونفسي كان يخفت وسلمت أمري.

“شاهدت المسلّح وهو يفتح الغاز ثم سمعت طلقة واحدة. كأنها الطلقة الأخيرة. وبعدها بخمس دقائق دخلت الشرطة التركية ووضعوا السلاح في وجوهنا وطلبوا من الجميع ألا يتحركوا.”

 مئة بالمئة! رولا حمادة توصّف واقع العلاقات بين الشريكين في عالمنا اليوم 

“زرتُ تركيا ست مرات بعد الحادثة”

متلي متلك ملهى رينا - Lebanese Media Review

وبعد الحادثة، يقول بشارة إنه أصبح يأخذ “الحياة بسهولة أكبر واقترب من الله أكثر”.

وأصدرت المحاكم الإدارية في إسطنبول مؤخراً قرارات في ثلاث من أصل خمس دعوات عوضت المتضررين من مصابين وأهالي الضحايا بمبلغ 50 ألف ليرة تركية (حوالي 8,500 دولار) لكل منهم.

من جهته، يقول بشارة إنه قام بست رحلات إلى تركيا بعد وقوع الحادثة، حيث مر قرب من موقع الملهى الذي أغلق أبوابه واستذكر الحادثة.

وفي الحلقة نفسها، روَت فاليري أبو شقرا قصة مؤثرة لدخول أختها الصغيرة جوستين في غيبوبة دامت أكثر من ثلاثة أشعر.

شاهد الحلقة الكاملة هنا 

تابع صفحاتنا على تويتر و فيسبوك و إنستاغرام