استوقفنا مشهداً هاماً في حلقة “منا وجر” مع ملحم زين أظهر فيه الأخير إنسانيته وانفتاحه.
في أوجّ الحملة الممنهجة على النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، صدر عن ملحم زين موقفاً نبيلاً وشجاعاً يُحيّا عليه.
فضمن فقرة “Hot Five” خلال برنامج “منا وجر” على mtv، أجاب الفنان اللبناني على سؤال من لاعب كرة السلة فادي الخطيب حول عنصرية بعض اللبنانيين تجاه السوريين.
مرة جديدة؟ برنامج “في-Male” لكارلا حداد “يستوحي” من برنامج “أكلناها”
ووصف بيار رباط هذا السؤال بـ “الأكثر إحراجاً” بين الأسئلة الخمس التي طُرحت خلال الفقرة، قبل أن يجيب ملحم زين بصراحته المعهودة وبعيداً عن أي تعصّب “وطني”.
فقال ملحم زين: “أنا أغنّي منذ 15 سنة وأخذت الكثير من سوريا حيث أقمت مئات الحفلات. هذه تجربتي.
“وإذا عدت إلى الوراء 30 أو 40 سنة إلى [تجربة] الأستاذ وديع [الصافي] والست صباح والرحابنة وأسماء كبيرة أخرى، من سنة الـ 70 وما قبلها وما بعدها، سوريا استقبلت ولا تزال تستقبل جميع الناس.
“لا نستطيع أن نُدخِل السوري إلى بلادنا على أمل أن نأخذ مالاً من الأونروا وغيرها لنسرقها، وبعد نفاذ المال، نريد أن نوزّع أوراقاً في الطرقات لترحيل السوري. هذه ليست شِيَم جميلة ونحن كلبنانيين لسنا هكذا، ومعروف عنا استقبالنا للناس ومحبتنا للناس”.
اضحك! موقف طريف بين الشيف أنطوان وكارلا حداد
ملحم زين: نظّموا الوجود السوري
دعا ملحم زين لقوانين تنظم الوجود السوري في لبنان أسوة ببرطانيا التي تفرض وجود نسبة معينة من حاملي جنسيتها ضمن العاملين والموظفين في أي شركة عاملة على أراضيها.
وأكمل ملحم زين: “رأيت شاباً تحت بيتي يوزّع أوراقاً تدعو إلى طرد السوريين من وظائفهم.
“لكن سوريا استقبلتنا وحضنتنا، والسوري أخ ومنتج أينما عاش، ولا يتّكل [على أحد]. ولو كان عمره 10 سنوات أو 15 أو 20 سنة، يعمل ويتعب ويشقى كي يؤمّن لقمة عيشه.
“بالتالي، أرى أنّ هذه التصرّفات بشعة جداً بحقنا. سوريا استقبلت الفلسطيني والعراقي واللبناني في حرب تموز. فتحوا بيوتهم وملاجئهم ومدارسهم وفعلوا كل ما تنصّ عليه العروبة والتقاليد والمبادئ.
“من المُعيب أن نكون بهذا الشكل. فلنشرّع قانوناً في مجلس الوزراء لننظّم الوجود السوري والعمالة السورية في لبنان، أفضل من هذه العنصرية والتعامل مع السوري وكأنه فيروس تريد أن تتخلص منه. عيب جداً جداً جداً”.
ملحم زين: التعرّض لناصيف زيتون أزعجني كثيراً
وتحدث ملحم زين عن حادثة حصلت مع الفنان السوري ناصيف زيتون تعرض خلالها الإعلام اللبناني له بعنصرية.
وقال ملحم زين: “هناك مجلة نشرت مقالاً هو عبارة عن صفحة مذكور فيها أن ناصيف زيتون سوري أكثر من 16 مرة. ماذا يعنون بتكرار السوري ناصيف زيتون؟
“نحن لسنا الصين ولسنا روسيا ولسنا الولايات المتحدة. مساحة لبنان هي نصف مساحة حمص. علينا أن نهدأ قليلاً.
“هذه القصة أزعجتني كثيراً. وكأنه من المُعيب أن تكون سورياً، والسوري طوال عمره عزيز ولديه اكتفاءاً ذاتياً، ويعيش في بلده معززاً كريماً. ما يحصل حرام، ويهيننا قبل أن يهين السوري”.
اللافت في التصريح، الذي امتدّ إلى أكثر من ثلاث دقائق، أنه جاء على محطة متهمة بالعنصرية، وتُسوّق منذ اندلاع الأزمة السورية لتوظيف اللبناني عوضاً عن السوري – في ما يراه البعض تسويقاً لأجندة عنصرية تحت غطاء “حماية اليد العاملة الوطنية”.
