شاهد: عندما استشهد جبران باسيل في مؤتمر البلديات بجدار دونالد ترامب


ضع هذه الكلمات في جملة مفيدة: جبران باسيل – خطاب – النازحين…

بالتأكيد أنك تبحث عن فعل لتركّب جملة مفيدة – وما هو مؤكّد أيضاً، هو أنك لم تجد إلا أفعال سلبية، لتكمل بها الجملة: يهاجم؟ ينتقد؟ يشتم؟ يلوم؟ يرحّل؟

حتى إذا قررت بينك وبين نفسك أن تركّب جملة باللهجة العامية، فما هي الأفعال التي ترد إلى بالك: يسبّ؟ يزعب؟

لا تقلق – فأنت لست قليل الإبداع، بل إنّ سياق خطابات وزير الخارجية اللبناني عن النازحين لا يذهب إلى في إتجاه واحد.

خطاب جبران باسيل في مؤتمر البلديات الثالث 

واليوم، أخذ خطاب جبران باسيل في مؤتمر البلديات الثالث إنعطافة جديدة، باستشهاده بجدار دونالد ترامب كوسيلة لحراسة الحدود “اللاجئين والنازحين الإقتصاديين” من الدخول إلى الأراضي الأميركية.

فضمن حديثه عن الآثار السلبية لظاهرة النزوح، وتعداده لها (للمرة المليون ونصف)، قال باسيل إنّ “لبنان يتحمّل شيئاً لا أحد في العالم يتحمله، بما في ذلك أكبر الدول”.

إلى هنا، كنا نهزّ برأسنا، مُوافقين، ولو على مضض، على الجزء الموضوعي من كلامه – ولو أننا كنا نشعر بأنّ “القنبلة” آتية، لا محالة.

وأكمل: “الولايات المتحدة لجأت إلى بناء حيطان لمنع تدفق اللاجئين والنازحين الإقتصاديين، أسموهم ما شئتم”.

خطاب جبران باسيل في مؤتمر البلديات الثالث - Lebanese Media Review

نعم… استشهد باسيل بفكرة بناء الجدار، التي ينتقدها الأكثرية الساحقة من الأميركيين، وكأنها فكرة طبيعية، منطقية، وغير مدهشة.

 إقرأ أيضاً: سمير صفير يدافع عن جبران باسير من خلال الإستشهاد بدونالد ترامب 

 إقرأ أيضاً: وديع عقل يبدأ بالتضامن مع التلاميذ اللبنانيين وينتهي بالتساؤل عن حق اللاجئين في تقديم الإمتحانات اللبنانية

وجد باسيل بالفكرة غير الفعّالة وغير المنطقية التي لطالما سخرت منها الصحف الأميركية والعالمية خطوة عادية لتأمين الحدود، خطوة طبيعية إلى درجة أنه استشهد بها كإجراء إعتيادي دون أن ينتقده أو يتوقف عندها.

عندما تفكّر بالأمر، فقط لثوانٍ إضافية، لا تجد بأن الأمر مستغرب.

بعض اللبنانيين يستشهدون بكل ما يحصل في الغرب على إنه المقياس الطبيعي والمنطقي لما على شعوب وحكومات دول العالم الثالث أن تقوم به.

فإذا رأى الرئيس الأميركي أنه من المنطقي أن يتم بناء جدار فاصل على حدود بلاده مع المكسيك، فبدلا من أن نطرح علامات إستفهام حول عنصرية (وغباء) ترامب، نهرع إلى الإستشهاد بما يفعله ويقوله، حتى لو سخر منه العالم بأسره.

كل الأمل ألا يكون هذا الخطاب يبرر أي إجراء عنصري قادم بحق النازحين واللاجئين في لبنان 

تابع صفحاتنا على تويتر و فيسبوك و إنستاغرام