رأي جورج قرداحي بـ “الربيع العربي”: إستنتاج سليم يستند إلى إستشراق عقيم


رأي جورج قرداحي - Lebanese Media Review

رأي جورج قرداحي بما يُسمّى “الربيع العربي” خسّره عمله في قناة mbc مع اندلاع الأزمة في سوريا، لكنه لا يزال يصرّ على رأيه الأول.

أي متابع لظاهرة الانتفاضات المُتنّقلة من بلد عربي إلى آخر سيوافقه الرأي، لأنّ تلك “الثورات”، وإن لم تكن مُفتعلة منذ بداياتها، ولكنها بالتأكيد فتحت الباب لتدخلات خارجية في البلاد.

ولكن قرداحي، الذي كان على أعتاب الانضمام إلى قناة “مود” التي يملكها تركي آل الشيخ مستشار ولي العهد السعودي، وصل إلى إستنتاجه عن “الربيع العربي” بالاستناد إلى نظرة مستشرقة.

فبالنسبة لقرداحي، لا يمكن للعرب أن يتحرّروا بدون أن تُهيّأ لهم الأرضية لفهم معنى الحرية، كما حصل مع الفرنسيين في “عصر التنوير”.

جورج قرداحي - Lebanese Media Review

جورج قرداحي: العرب بحاجة إلى “تنوير”

ففي إطلالة له على قناة “سما” السورية ضمن برنامج “عنا شو”، عبّر قرداحي عن هذه الفكرة بكلام شاعريّ لا يستخدمه سوى “المثقفين” من أمثاله المطّلعين على “التاريخ والأدب الفرنسي والفلسفة والأفكار الاجتماعية الفرنسية”.

وأكمل: “أخذ الإعداد للثورة الفرنسية 200 سنة، حتى نوّروا الرأي العام، ونوّروا الناس. الناس كانوا فلاحين، كانوا مساكين، كانوا يعيشون في إقطاع ظالم”.

فكيف للفلاحين والمساكين أن يثوروا بدون منورين من أمثال رينيه ديكارت وفولتير وجان جاك روسوه، أو جورج قرداحي؟

“من ثم، خرج ديكارت، وفولتير، وجان جاك روسوه، وهؤلاء الفلاسفة الكبار في المجتمع الفرنسي، وكان عصر التنوير في القرن السابع عشر، الذي وعى الناس بالمسرحيات، حيث كان موليير و[بيار] كورنيه وكان هناك [جان] راسين.

“وكل هؤلاء الأدباء الكبار الذين فهموا الإنسان الفرنسي عما هي الحقوق. و[سألوه] ‘كيف يا أخي تعيش كالحيوان، يجب أن يكون لديك حقوقاً، ولا يجب أن تكون مسلوبة بهذا الشكل’.

“أخذتهم 100 سنة حتى وعّوا الناس، وقاموا بهذه الثورة على الملكية وأطاحوا بلويس السادس عشر وماري أنطوانيت، وقطعوا رأسيهما في ساحة الباستيل”.

نعم، الشعب العربي، برأي المقدم المُتكلّف، هو متخلف ويحتاج إلى تثقيف، لعلهم يفهمون أنّ حقوقهم البسيطة مهدورة (وكي يصلوا، ربما، بعد عشرات السنوات، إلى مستوى المعرفة والثقافة التي يتمتع بها قرداحي).

 الزرّ السحري: شاهدنا إميل رحمة بدون صوت وحاولنا أن نستنتج عما يتحدث

 “دون جوان” لبنان: إيلي الفرزلي يغازل أروى في “تحت السيطرة”

بعد الاستعراض الثقافي، تعجّب قرداحي من خروج أي شعب عربي إلى الشارع للمطالبة بتنحّي أي رئيس أو ملك، لأن الشعب العربي غير مُهيّأ لذلك، حسب رأيه.

وقال قرداحي: “لم نر أي تحضير لهذا الربيع العربي. وإذ هذا الربيع العربي مقولب وآت من الخارج، وهو مستورد أيضا”.

فالحمدلله، إذاً، على وجود قرداحي والمثقفين من أمثاله كي ينوّروا الشعب الجاهل 

تابع صفحاتنا على تويتر و فيسبوك و إنستاغرام