من الطبيعي أنك سمعت، من ضمن الخطاب السياسي اللبناني الرديء، بمصطلح “السنية السياسية”.
ويشير مصطلح “السنية السياسية” إلى الصلاحيات التي اكتسبها “مجلس الوزراء مجتمعاً” (بقيادة الرئيس السني) من صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني (أو، حسبما تقول ندى أندراوس عزيز، هي الصلاحيات التي أخذت من “الصحن المسيحي”).
ولكن، نائبة تيار المستقبل رولا الطبش رفضت مصطلح “السنية السياسية”، واستبدلته بمصطلح “السنية الوطنية”.
فماذا تعني “السنية الوطنية”؟ رولا الطبش تشرح الأمر بالإستناد إلى نظرية سعد الحريري القائل: “السنة هم عصب البلد”.
“نحن لا نقول اليوم السنية السياسية، نحن نقول السنية الوطنية. اليوم، علينا ألا ننسى أن أهل السنة هم عصب البلد. والبلد بلا عصب، لا يوجد بلد”.
هذه اللعبة المفضلة لدى “المكوّنات” (المعروفة أيضاً بـ “الطوائف الكريمة”): السُنّة هُم عصب البلد، والموارنة هُم أساس البلد، والدروز هُم أصل البلد، والشيعة هُم عزّة البلد، إلخ…

هذه اللعبة ممتعة للغاية! تفوش فيها الطوائف على سطح البحر، ويغرق فيها “المواطن” (المعروف أيضاً بـ “ابن الطائفة الـ 19”).
شاهد: مصطفى علوش يغني أم كلثوم
قاموس الحريري: رئيس الحكومة يخترع كلمتين عربيتين جديدتين
لم تمر 10 دقائق على نظرية “السنية الوطنية” قبل أن تقول الطبش: “الجميع يلاحظ اليوم التركيز فقط على اللواء عماد عثمان ومدير عام أوجيرو وعلى طيران الشرق الأوسط وعلى كل الأشخاص المنتمين إلى الطائفة السنية أو تيار المستقبل“.
إذاً، المراكز للطوائف، الأحزاب للطوائف، والأفراد للطوائف – لكن أرجوك لا تطلق على هذه الحالة “صيغة طائفية”… إنها “صيغة وطنية” بإمتياز🙄
شاهد حلقة رولا الطبش في “بيروت اليوم” على mtv هنا ![]()
الكلام عن "السُنّة" كمجموعة سياسية ليست "سُنّية سياسية"… إنها… "سُنّية وطنية".
نعم، بْتِفرُق. كيف، لا نعلم… ولكن بْتِفرُق pic.twitter.com/B6RNkqnjjv— Lebanese Media Review (@lebmediareview) June 14, 2019
