إذا كنت من المواطنين اللبنانيين الطامحين لتحقيق المواطنة (أو، أقله، أخذ ولو خطوة صغيرة نحو تحقيقها)، فبالتأكيد سيعجبك ما قاله طوني فرنجية عن الزواج المدني.
فقد عبّر طوني فرنجية مع مارسيل غانم في برنامج “صار الوقت” عن تأييده للزواج المدني الإختياري والزواج المختلط بأسلوب مباشر وواضح.
وأضاف فرنجية، الذي ظهر في الحلقة كضيف إلى جانب نقولا شمّاس، إنّ الإختلاف في الإنتماء الطائفي أو الديني يجب ألا تقف عثرة أمام تكلل قصة حب بين شريكين بالزواج.
وقال فرنجية: “لست ضد أن أتزوّج زواجاً مدنياً، وقد عبرت أكثر من مرة كشاب لبناني عن ضرورة السماح بالزواج المدني الإختياري”.
“بالنسبة لي، فقد أتزوّج مدنياً، ولكن أؤكّد موقفي الدائم إلى جانب الزواج المدني والزواج المختلط أيضاً.
“فقد يقف أحياناً الإختلاف في الإنتماء الديني عثرة أمام حب الناس، ولكنني أعتقد أنّ الإختلاف بالمذهب أو الدين لا يجب أبداً أن تقف عثرة أمام الحب”.
وأوضح فرنجية أنه التقى بالفتاة التي أشار إليها في مونتي كارلو، حسب غانم، حيث “قلبه دق لها وقلبها دق له” قبل أن يلتقي أهل الشريكين ببعضهما.
إقرأ أيضاً: أرزة شدياق “مع الزواج المختلط ولكن ضد الزواج المدني”
مواقف السياسيين اللبنانيين من الزواج المدني
مدح غانم موقف فرنجية، وذكّر بمواقف رئيس الوزراء سعد الحريري وسامي الجميل التي وصفها بـ “المؤيّدة” للزواج المدني.
ولكن، في الواقع، موقف طوني فرنجية هو أكثر تقدمية من موقف الحريري.
الحريري لم يدعم إقرار الزواج المدني بشكل واضح وصريح في إطلالة له قبل حوالي الخمس سنوات في برنامج “كلام الناس” على LBCI مع غانم نفسه.
وقال الحريري آنذاك: “في موضوع الزواج المدني، أتمنى أن يمر ولكن يجب أن يكون هناك حواراً حقيقي في هذا الموضوع”.
وأكمل: “بالنسبة لي، أنا لا أتزوّج مدنياً ولا أقبل لأولادي أن يتزوجوا مدنياً، ولكنني أمثل اللبنانيين”.
كما أنّ موقف الحريري جاء في وقت كان على خلاف مع مفتي الجمهورية السابق محمد رشيد قباني أخذ موقفاً قاسياً.
واعتبر قباني وقتها أنّ مَن يقرر الزواج مدنياً هو “مرتد”، مضيفاً أنّ “كل مسؤول يواكب تشريعالزواج المدني هو خارج عن الاسلام”.
أما سامي الجميل، الذي تزوّج من مسلمة، فتلبّك عندما سُئل عن الموضوع خلال حوار ضمن برنامج “بموضوعية” على mtv مع وليد عبود قبل حفل زفافه.
وقال الجميل آنذاك: “لن أتزوج بالسر أو تحت الطاولة بل في كنيسة مار مخايل، برعيّتي وكنسياً”.
قراءة بين السطور: خطاب سامي الجميل في الرميلة: ما قاله وما قصده
كما اعتبر غانم دعوة وزيرة الداخلية ريا الحسن إلى حوار حول الزواج المدني دعماً لإقرار الزواج المدني الإختياري.
هذا مع العلم أنّ موقف الحسن جاء خلال ردّها على سؤال حول الزواج المدني.
لذلك، فموقفها أيضاً ليس داعماً لإقرار لزواج المدني مثل الموقف الذي أطلقه طوني فرنجية في “صار الوقت”.
على أمل أن يتم إقرار قانون الزواج المدني الإختياري، فتكون خطوة إلى الأمام نحو تعزيز مفهوم المواطنة في لبنان
