والد كارول سماحة يشغل مكاناً خاصاً في قلبها، فهي تتحدث عنه بشغف وفخر، مؤكدة أنه طبع مسيرتها ودعمها كي تصبح فنانة بدل أن تدرس المحاماة.
كارول سماحة مغنيّة وممثلة لبنانية، شاركت في مسرحيات غنائية وبدأت شهرتها على مسرح منصور الرحباني في لبنان، ولعبت أدواراً تمثيلية في مصر التي تحمل جنسيتها.
امتلكت سماحة في بداياتها الفنية جرأة ميّزتها عن فناني جيلها وقد يكون لوالدها دور أساسي في ذلك.
من هو والد كارول سماحة؟
أنطوان سماحة كان مدرّس أدب عربي، ومن مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني وكان له دور في مشوار ابنته الفني.
كان أنطوان سنداً لابنته كارول في مجتمع لا يشجّع الأهل فيه بناتهم على الدخول إلى عالم الفن.
أدخل أنطوان ثقافة الفن إلى البيت وكان يتميّز بصوت جميل ألهم ابنته، وتقول كارول عنه إنه “كان يكتب الشعر، صوته رائع وحنون، اكتسبت صوتي من والدي ولكن صوته كان أجمل”.
كيف أثر والد كارول سماحة في مشوارها الفني؟
والد كارول سماحة لعب دوراً أساسياً في مشوارها الفني. فقد شجّع الوالد ابنته على الدخول إلى عالم الفن كي تحقّق نفسها.
فقد سألت كارول في إحدى مقابلاتها: “هل رأيت والداً في العالم يقول لابنه: لا تتخصصي بالمحاماة بل كوني فنانة؟ أبي!”.
وعن هذا التأثير تقول كارول: “كان يحب أن أكون فنانة بعكس الأهل الذين يوجهون أولادهم عادةً نحو مهن كالهندسة والطب والمحاماة”.
وتذكر كيف واجهته برغبتها بدراسة المحاماة وما كانت ردة فعله. “قلت له إنني أريد أن أتخصص بالمحاماة؛ نظر لي باستغراب وسألني: ماذا؟!، وقال لي: في داخلك فنانة إذا درست المحاماة ستندمين على أنك لم تصبحي فنانة”.
كيف أثر أنطوان في حياة ابنته؟
إلى جانب الفن، اكتسبت كارول من والدها أموراً أخرى، ومنها شخصيتها المتمردة التي ميّزتها عن غيرها من فناني جيلها.
روت كارول في إحدى مقابلاتها حديثاً دار بينها وبين والدها، يُظهر كم كان منفتحاً. وقالت: “والدي كان رؤيوياً كان سباقاً بعقليته المنفتحة، عندما كنت تلميذة في المدرسة في 1988-1989، كان يقول لي كلاماً لا أعتقد أن والداً آخر يقوله لابنته؛ يقول: ليس بالضروري أن تتزوجي، كل النساء يتزوّجن وينجبنَ، المهم أن تتعلمي وتعملي وتنجحي في عملك، وإذا كنت فنانة، كوني فنانة مستقلة، وليس بالضرورة أن تنجبي، أي امرأة تستطيع أن تنجب ولداً”، وتسأل كارول “أي والد يقول هذا لابنته؟”.
والد كارول سماحة شاهد عملاً وحيداً لابنته
تسترجع كارول سماحة عملها الوحيد الذي شاهده والدها قبل وفاته، وتقول “والدي شاهدني وأنا أمثل في عمل اسمه “عاشقة الله”… هذا عملي الوحيد الذي شاهده وتوفى بعده بأشهر”.
توالت النجاحات من بعدها بدايةً من العمل مع منصور الرحباني، وصولاً إلى أغاني وألبومات حقّقت نجاحاً جماهيرياً ولاقت استحساناً من النقاد.
توفى أنطوان سماحة عام 1996 ولكن بصمته في مسيرة كارول وشخصيتها بقيت معها. “والدي كان يتابع السينما والمسرح في البلد وفي العالم عن كثب، كان مناضلاً وعروبياً وصاحب آراء سياسية، والدي كان مثال الأب الرائع”.
