الإستثمارات في لبنان في تراجع، والإقتصاد يعاني من أزمة عميقة – وقد تلوم السياسيين المتعاقبين على فشل الدولة في وضع خطة إقتصادية واضحة تحسّن من حالة البنى التحتية وتشجّع على تقوية الإنتاج المحلي والتصدير إلى الخارج.
ولكن، ليس هذا رأي المسؤول الأول عن المؤسسة المكلفة بتشجيع الإستثمارات.
إذ رأى نبيل عيتاني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات “إيدال” في مقابلة ضمن برنامج “لبنان اليوم” على “تلفزيون لبنان” أنّ ما ينفر المستثمرين هي “الصورة التي تنتج عن التغطية الإعلامية”.

فحسب عيتاني، للبنان صورتيْن: صورة مشرقة تضعه بين أفضل الإقتصادات في المنطقة وصورة غير حقيقية ينقلها الإعلام عن لبنان.
وقال عيتاني بجدّية: “صورة لبنان الإقتصادية هي من الأفضل في منطقة الشرق الأوسط”.
ثم أضاف: “الصورة الثانية التي تنتج عن التغطية الإعلامية لهذه الأحداث والمشاكل توصل صورة غير حقيقية خاصة للمستثمرين المحتملين في لبنان.
“المستثمر المقيم في أستراليا أو في المهجر ودول الإغتراب يستمع إلى الراديو أو يشاهد ما يحدث في الإعلام. لديه كيانه في تلك البلدان. يحب لبنان ويجب أن نعمل لتأمين التواصل إقتصادي بين وبيننا”.
(في الجملة السابقة، استبدل “راديو” بـ “تلفزيون” أو “بودكاست”)
إقرأ أيضاً: سمير صفير يستشهد بدونالد ترامب ليدافع عن جبران باسيل
إقرأ أيضاً: جعجع في “عيد العمّال”: ما قاله وما قصده
فعندما يرى المستثمر هذه “الصورة”، يقول إنه من الأفضل أن “أطوّل بالي”، حسبما قال عيتاني.

… والسياسيين، أيضاً
ولكن عيتاني لم ينسَ أن يحمّل، ولو بعضاً من المسؤولية للطبقة السياسية، حيث قال عن السياسيين: “يستخدمون عوامل جذب الإستثمارات مثل الثقة والإستقرار النقدي والإقتصادي والأمني لغايات ذاتية من دون أن يدركوا أبعاد استخدامهم لهذه المواضيع وإلى الأخطار التي يمكن أن تؤدي لها ممارساتهم”.
مؤسسة “إيدال” أُنشأت عام 1994 بهدف توفير الحوافز والخدمات والتسهيلات اللازمة للمستثمرين اللبنانيين والأجانب لمساعدتهم على إقامة مشاريعهم الإستثمارية في لبنان.
وبما أننا لن نتأمل من السياسيين أن يغيروا سلوكهم في المستقبل القريب، فربما من الآن ولاحقا سيتوجب على معدي نشرات الأخبار أن يبدأوا بتحية إلى جبال لبنان الخضراء والبحر النظيف كي نجذب الإستثمارات ![]()
