“يا عمّال العالم إتحدوا”، عبارة قالها سمير جعجع في عيد العمال.
ولكن لا تعدّ ذلك خروجاً للماركسي الصغير من قلب سمير (السجع مقصود)، لأن الرفيق سمير أكمل جملته، ناسفا في الجزء الثاني منها الجزء الأول، وبالطبع هو لم ينتسب إلى الحزب الشيوعي – أو أي حزب يساري، أو يسار-وسط، أو يسار اليمين (اليسار الديمقراطي).
من الواضح أنّ كاتب خطاب جعجع في عيد العمال تعب وكدح كي يكتب نصاً منمّقاً، ونأمل أن يكون كاتب الخطاب تقاضى بدلاً معقولاً لقاء عمله، أقله لتزامن عمله مع مناسبة عيد العمال.
في التالي، يقدّم Lebanese Media Review أبرز النقاط التي تحدث فيها جعجع في عيد العمال مع محاولة لتفسير مواقفه.
1. بدأ بالإستعانة بكارل ماركس: “يا عمّال العالم إتحدوا… ولكن”

ما قاله: “يا عمال لبنان يا عمال العالم إتحدوا. إتحدوا ولكن ليس لإثارة الإنقسامات والصراعات الطبقية، إنما لما فيه خير المجتمع وإقتصاده ونموه وخير العمال وأرباب العمل والمواطنين جميعا”.
ما قصده: يخيفنا أن تتحدوا ضدنا وضد أصدقاءنا ومموّلينا من أصحاب الأموال والمصالح، ولذلك سنوحي لكم أنّ “نحن وأنتم واحد” كي لا تجتمعوا وتتّحدوا ضد مَن يستغلّكم.
2. “إنّ التاريخ يسير إلى الأمام ومَن جرّب مجرّب سار بعكس التاريخ”

ما قاله: “إن البعض نصب نفسه بنفسه ناطقا بإسم العمال والحركات العمالية منذ زمن بعيد وحاول إحتكار العمل والعمال وكأنهم حق حصري له ولكن من دون أن يقدم للعمال سوى الإخفاقات ثم الإخفاقات ثم الإخفاقات.
فالأنظمة التي قامت على الإقتصاد الموجه تحت شعارات العدالة الإجتماعية والثورة على الطبقية والقضاء على البرجوازية ما لبثت أن وضعت قضايا العمل والعمال جانبا وإنقلبت أنظمة بوليسية قمعية. فكانت النتيجة نكبة للحرية والإقتصاد والعمل والعمال والمجتمع سواء بسواء تلاه لاحقا إنهيار إقتصادي كبير كان السبب الأول في سقوط تلك الأنظمة.
إن التاريخ يسير إلى الأمام ومن جرب مجرب سار بعكس التاريخ، وفي حالة لبنان بعكس الطبيعة والجغرافيا أيضا. إن أهم الإقتصادت الناجحة لا تقوم على أي أيديولوجية إقتصادية جامدة يتم إسقاطها على المجتمع وتوجيهه بها من فوق، إنما على جدلية المجتمع والإقتصاد بحيث يكون الإقتصاد إنعكاساً ومرآة لحاجات ومتطلبات وتطلعات وطبيعة المجتمع بكل أطيافه وشرائحه وأطيافه…”
ما قصده: علينا أن نسخّف الأفكار التي تجمع اللبنانيين على أساس إنتماءاتهم الطبقية والأحزاب التي تمثلهم لأن تلك الأفكار تجعلكم أكثرية معارِضة، وتلك الأحزاب تتحدث عن حقوقكم بعيداً عن الطائفية التي نستخدمها كي نقسّمكم ونضعفكم ونشتّت جهودكم.
3. “إنّ القوات هي أكثر حزب يتماهى مع قضايا العمّال والشعب”

ما قاله: إنّ القوات اللبنانية، وبخلاف ما يفكرّه البعض، هي من أكثر الأحزاب عمالية في لبنان. ولأنها كذلك فهي تطالب بالخطوات الإصلاحية الفعّالة وتقدم الدراسات الواحدة تلو الأخرى من أجل تقويم الوضع في الدولة وتفعيل الدورة الإقتصادية وتحسين وضع العمال والموظفين وذوي الداخل المتوسط والمحدود.
ما قصده: إلى ذوي الداخل المحدود والمتوسط، الرجاء ألا تهجرونا وتبقوا في صفوفنا وتصفقوا لمواقفنا وتصدقوا أحاديثنا، لأننا نحن منكم ولكم.
4. “القضية منذ العام 1975 لم تكن صراعاً طبقياً”

ما قاله: “لقد أعلنتها ثورة ومقاومة ضد الإحتلال لأن القضية منذ العام 1975 لم تكن صراعاً طبقياً مر عليه الزمن منذ أيام طانيوس شاهين عام 1958 وإنما نضالا وجوديا ضد الإحتلال والتوطين ومصادرة القرار الحر وتهديد كيانية الوطن.
وهذا ما يحتم وحتم توفير مقومات البقاء والصمود للعمال وللمجتمع في معرض مسيرة التحرير وهو ما قامت به القوات بكل إندفاع وقناعة ما زالت”.
ما قصده: نوحي لكم بأن خطابنا ضد “الغريب” حديث لتجييشكم بتلك المصطلحات كي تبقوا معنا ولا تتمردوا علينا بمصطلحات مثل “الصراع الطبقي” التي نوحي لكم بأنها قديمة وخشبية وبائدة. ولا تنسوا أفضالنا عليكم منذ الحرب الأهلية التي سنظل نرفع شعاراتها كي نتحكم بالرأي العام.
5. “المطلوب أن يكون العمال بخير وبحبوحة ولكن مستحيل أن يحصل ذلك من دون أن يكون الجميع معهم بخير وبحبوحة أيضاً”

ما قاله: “إن الإعتدال في طلب المكاسب والإمتيازات من أجل المحافظة على الحقوق الأساسية وإستمراريتها هو ربح وليس خسارة،لأن البديل المطروح قد يكون خسارة الإمتيازات والحقوق على حد سواء، وذهاب العامل إلى بيته وذهاب الوطن إلى المجهول.
ما قصده: لنتبع معكم أسلوب الجزرة والعصا: لا تكثروا من المطالب وإقبلوا بالطروحات التي تقدمها الطبقة الثرية المتحدة مع الطبقة السياسية. وإلا سيذهب البلد إلى المجهول من أيديكم وبسبب عنادكم، فتخسروا عندها كل شيء.
وأنهى كلمته بالإستعانة بالإمام علي بن أبي طالب، معدلا بقوله الشهير: “إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً” 

