أتذكرون جملة “قديش قابض عليها؟” أثناء إشكال الدكتور حبيب فياض مع وليد عبود على هواء mtv في برنامج “بموضوعية”؟
للتذكير: هذه الجملة قيلت في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في سياق التوتر المرتفع في البلد على خلفية خطف السعودية لرئيس الحكومة سعد الحريري وتقديم الأخير إستقالته تحت الضغط.
كما أنها كانت ردة فعل الكاتب والباحث اللبناني على مكالمة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان والذي وصف حزب الله بـ “الحزب الإرهابي”، قبل أن يتهجم على فياض شخصياً عبر التمني على mtv بأن “تأتوا بشخصيات مرموقة” في برامج الحوار.
ردّ حينها فياض مباشرةً على السبهان، فطلب الإعلامي بعد العودة من فاصل إعلاني من فياض مغادرة الستوديو، الأمر الذي دفع فياض لتوجيه السؤال الشهير إلى عبود.
إقرأ أيضاً: جوزيف أبو فاضل يفسر مصطلح “كوكب mtv” على شاشة… mtv
بعد ذلك بأربعة أيام، وفي تاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، طلب عبود من فياض اعتذاراً علنياً، ملوّحاً برفع قضية ضده إذا لم يقدم الإعتذار.
وقال عبود وقتها: “إني أعتبر ما تفوه به الدكتور فياض إهانة شخصية لي ولأدائي الإعلامي وهو أمر لا يمكنني السكوت عنه بأي شكل من الأشكال.
وأكمل: “لذلك، فإني أنتظر منه إعتذاراً علنياً ومباشرا على الهواء وإذا لم يفعل في مدة أسبوع من الآن فإني سأجد نفسي مضطراً إلى ملاحقته قضائياً بحيث يكون القانون الحكم العادل بيننا”.
لم يأتِ الإعتذار، فرفع عبود دعوى قضائية على فياض في محكمة المطبوعات.
عبّود يربح الدعوى على فياض… والأخير يردّ
أصدرت محكمة المطبوعات ثلاثة أحكام بالقضية، الأول والثاني قضيا بحبس فياض أربعة أشهر وتغريمه ثمانية ملايين ليرة، فجاء الحكم الثالث ليخفّف الغرامة إلى 500 ألف ليرة.
كلمات في محلّها: علي حجازي يوجه كلمات قاسية للمتعاطفين مع عبد الباسط الساروت
الجملة باتت شهيرة، مستخدمة… ومُكلفة.
أكد فياض في إطلالته ضمن برنامج “الحدث” مع سمر أبو خليل على تلفزيون “الجديد” أنه، وعلى الرغم من اعتباره الحكم مجحفاً بحقه، فهو يحترم القضاء ولن يستأنف.
وقال فياض: “مع إنني أعتبر نفسي مظلوما والذي حصل هو مفارقة كبيرة. فأنا طردت على الهواء. مارسيل غانم يتحاكم بتهمة أنا أدنت عليها إزاء وليد عبود. مارسيل غانم سكت عندما أهان ضيف سعودي لبنان وأنا أتحاكم لأنني رديت على ضيف سعودي أهان لبنان. أريد أن أحترم القضاء رغم أنه من حقي أن أعتبر أن القرار غير منصف، وذلك لأن القضاء هو أحد الأعمدة الأساسية للدولة”.
وأكمل: “ولكن في المقابل، يا أهل السلطة والرأي العام في لبنان، من اليوم وصاعداً، عليكم أن تتحملوني. فليكن القضاء أخذ قرارا بأنني ارتكبت جنحة بحق وليد عبود. سأنفذ ولن أعترض ولن أستأنف ولكن يا ويلكم مني إذا لم يعرف من الذي تسبب بفيضان رملة البيضاء أو الذي سرق مليارين دولار من أموال المهجرين أو من وضع يده على أموال الأراضي والعزب في الجنوب. ألا نريد القضاء؟”
