رحل الفنان اللبناني إحسان المنذر عن عمر ناهز الـ 75 عاماً.
المنذر هو ملحّن وموزّع موسيقي وصاحب مقطوعات وأغانٍ شهيرة.
وقد غيّبه الموت صباح اليوم الأربعاء بعد صراعٍ مع المرض.
إحسان المنذر: هذه أبرز أعماله
الملحّن والموزّع الموسيقي إحسان المنذر صاحب روائع فنية مثل “كلمات” و”وقّف يا زمان” و”ما حدا بيعبّي” و”يا نبع المحبة”.
من إيطاليا حيث درس الموسيقى، عاد إحسان المنذر إلى لبنان عام 1979.
استلم إدارة الفرقة الموسيقية في برنامج “استوديو الفن” عام 1980.
لحّن لعدد من الفنانين منهم جوليا بطرس وماجدة الرومي وراغب علامة وغيرهم.
قام بتوزيع مئات الأغاني الناجحة، ومنها “اسمع قلبي وشوف دقاته” (موسيقى: حليم الرومي) “إنت وأنا” لماجدة الرومي (موسيقى: ملحم بركات).
كما عمل على برامج عديدة منها “بيانو بيانو” و”دندنة” و”ليالي لبنان” وأسّس استوديو خاصاً به عام 1992.
إحسان المنذر: البيت والبدايات
تربى إحسان المنذر في جو موسيقي بامتياز دفعه إلى احتراف الفنّ.
في إحدى مقابلاته قال المنذر: “دائماً كان والدي يستمع إلى أسطوانات محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، والموسيقى رافقتنا منذ الطفولة”.
وأضاف: “تربيت على مقتطفات من الشعر كان والدي يدوّنها ويقرؤها لنا، ربيت في جو أحببني بالشعر”.
اكتشف إحسان موهبته باكراً فدخل إلى المعهد العالي للفنون في لبنان ليتعلم العزف على البيانو.
ومع أن إحسان المنذر ولد في بيت منفتح ومحبّ للفنّ والثقافة، لكن والده لم يكن محبّذاّ لدخوله المجال.
وكانت نصيحة والده بأن يتابع دراسته في الجامعة وألا يتفرّغ للموسيقى.
وعن السبب، فال إحسان: “والدي أراد أن يعلّمنا كي يصبح كل منا محامياً ومهندساً وطبيباً”.
والده بدوره كان حاول أن يتعلّم العزف على العود إلا أنه لم ينجح في ذلك.
وذكر إحسان في إحدى مقابلاته: “كان الوالد يحب الأغاني القديمة لمحمد عبد الوهاب، حاول أن يتعلم العزف على العود مع معلم، ولكنه لم يستطع أن يحقق ذلك”.
إحسان المنذر والرحلة إلى إيطاليا
من المعهد العالي للفنون حيث تعلم العزف على البيانو، انتقل إحسان لدراسة الحقوق كما أراد والده.
لكن بعد سنتين في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، لم ينتظر إحسان المنذر أكثر لتحقيق أحلامه.
عندما أصبح في الـ21 عم عمره، أبلغ إحسان المنذر والده أنه اتخذ قراره وبريد أن يكمل دراسته في إيطاليا.
دفعه شغفه الفني للسفر إلى إيطاليا لدراسة الموسيقى.
في إيطاليا عمل مترجماً في القنصلية اللبنانية بالإضافة إلى العزف والغناء ليلاً .
وفي طريقه إلى النجاح، بقي إحسان المنذر وفياً لوالده.
يذكر إحسان: “بعد ستة أشهر من العمل استطعت أن أجمع مبلغاً يعادل 100 أو 150 دولاراً، وضعت المبلغ في شيك بإسم الوالد ورشّيت بعضاً من العطر عليه، كي يعرف أنني أرسل له المبلغ من قلبي”.
والد إحسان المنذر فرح لرؤية ابنه مستقلاً مادياً.
عن تلك الحادثة قال إحسان: “والدي بكى من شدة سعادته حينها، فقلت له: أستطيع من الآن أن أعتمد على نفسي”.
